أمسية قرآنية بمسجد عمارة حارة المرابطين
إن تكريم اهل القران يعتبرمن السنن الحميدة والأعمال الرشيدة التي
تلتقي فيها الأجيال وتتواصل حقائقها ويستفيد لاحقها من سابقها ويتم الآخر ما بدأه الأول
، وان أولى ما يجب أن تقع لهم هذه العناية وتسبغ عليهم هذه الرعاية حفظة القران
الكريم الذين يحملون مشعل النبوة ونبراسها الذي هو ملاذ للكافة واليه يهرع عند
الفزع واليه يلاذ عند الطمع .
وإذا كان المغرب قد عرف
برجاله كعياض وأمثاله فان حارة المرابطين عرفت برجالها ،حيث مازالت ولا تزال
معروفة بهذا الصيت الذائع في الأفاق بين المناطق المجاورة لها ، حيث صنعت وأحسنت إعداد
هؤلاء القراء النجباء المتميزين وحملتهم أمانة
الدفاع باستماتة عن القران الكريم ، ما جعل أهلها يتمسكون بهذا الصرح المتين الموروث عن سيد الاولين وذلك حرصا على اداء
الرسالة التي بفضل الله موصولة حلقاتها ومتواصلة اجيالها يصدق بعضها بعضا وياخذ
بعضها بحجر بعض .
الأمس السبت 28 رمضان 1435
هـ الموافق لـ 26 يوليوز 2014 برحاب مسجد عمارة بعد صلاة التراويح تم تنظيم أمسية قرآنية
وذلك في اطاراختتام الأنشطة العلمية والثقافية التي نظمتها جمعية ابن شد للتربية
والتنمية خلال هذا شهر رمضان المبارك بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي بتنغير
والمندوبية الاسلامية للشؤوون والاوقاف وبتعاون مع المدرسة القرآنية الحاج عمرو
للتعليم العتيق حيث تم الاستماع الى العديد من القراء الذين شاركوا في هذه الامسية
وذلك احتفاءا بابنائها القراء حفظة القران الكريم الذين بلغ عددهم قرابة 25 قارئا
وقد
حضر هذا المجمع اعداد مكثفة من سكان المنطقة الذين لهم ولع وحب الاستماع للقران واهله اسوة بأجدادهم الذين سلفوا .
وقد تنوعت الفئات المستمع
اليهم خلال هذه الامسية المباركة بين فئات من الطلبة الذين تسهر جمعية ابن رشد للتربية والتنمية على تلقينهم القران وقواعد
ترتيله تحت رعاية شيوخ وأساتذة أفاضل لهم جزيل الشكر وعظيم الامتنان على مابذلوه
من جهود ومايبذلونها من مجهودات في تكوينهم وبين الاساتذة والطلبة الجامعيين خريجي المدرسة
القرانية الحاج عمرو وغيرها .
ونظرا لما تتمتع هذه الفئات
من الطاقات والمواهب والقدرات فقد تنوعت أصواتها بين مقامات متعددة وقراءاتي ورش
ونافع وقراءات ثنائية بقواعد التجويد التي
هي معروفة بالمنطقة ، وبين الفينة والاخرى تتخلل الأمسية مواعظ وكلمات رقراقة لأحاديث لها صلة بالقران
وفضله ،
وقد استمر هذا المجلس الرباني قرابة الساعتين والربع ، ليتم الختم في الأخير
برفع اكف الضراعة إلى الله العلي الكبير بالدعاء الصالح لجميع المسلمين وبصالح الاعمال ولامتنا
الاسلامية بالنصر والتمكين ولوطننا العزيزالمغرب الامن والامان تحت القيادة
الرشيدة لامير المومنين محمد السادس نصره الله وايده .
وبهذه المناسبة الكريمة
نهنئ سكان حارة المرابطين على هذه البنوة الراسية وبالامومة الحانية التي ظلت
غراسا من غراس العلم عبر مراحل تاريخها علما وتعليما وموردا عذبا للعلم والثقافة
الشرعية الصالحة وينبوعا صافيا للحكمة والمعرفة والأخلاق العالية التي تخرج من مؤسستها
الفحول وصدرت الأئمة في المنقول والمعقول وأنتجت الأمناء الربانيين الصالحين .
بقلم : رضوان بالحاج
ahsssana llaho ilaykom wa ta9bbal llaho minkom